سبتمبر / أيلول 21، 2016
مقر الأمم المتحدة
مدينة نيويورك ، نيويورك
الوزير كيري: السيد الوزير، صباح الخير و صباح الخير لجميع زملائنا هنا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. و أريد ان أشكر زميلي هنا من نيوزيلاندا و خصوصا لاستضافة هذه الجلسة الهامة بشأن الأزمة في سوريا. و أعتقد أنه من المناسب أن نجتمع هنا على بعد عدة غرف حيث اجتمع يوم أمس الكثير من رؤساء الدول فيما اعتقدت أنه كان بيانا مؤثرا و بليغا على عاقبة هذه الحرب في سوريا.
لقد استمعت إلى الملك عبد الله يتحدث بصورة خاصة حول وطأة الحرب على بلده و من هؤلاء الملايين من الناس الذين يشوهون اقتصادهم ، ووضع ضغوط هائلة على البنية الاجتماعية لبلادهم و الذين يعيشون تحت أسوأ الظروف، و في بعض المناطق، يشكلون تهديدا بسبب قدرة داعش / تنظيم الدولة الإسلامية ل – أو جبهة النصرة على إدخال الناس خاسة و تشكيل تهديد للأمن في البلد. لقد استمعنا إلى الشابة الأولمبية و هي تخبرنا عن أحلامها و كيف أنها استطاعت أن تنافس هذا العام بسبب المنتخب الأولمبي للاجئين. و رأينا الصور في شريط فيديو جميل رواه المغني بونو و الذي جعلنا نفكر حقا في عواقب ذلك.
و أنا آمل أن ياتي الجميع إلى هنا للتركيز حقا على هذه العواقب و ليس للانخراط في الألعاب الكلامية التي تتهرب من المسؤولية أو تلك التي تتجنب الخيارات التي تضعها هذه المؤسسة العظيمة أمامها فيما يتعلق بالحرب و السلام و الحياة و الموت.
استمعت إلى زميلي من روسيا، و شعرت قليلا نوعا ما أنهم نوعا ما في كون موازي هنا. و قال أنه لا يجب أن يكون لأحد أي شروط مسبقة من أجل المجيء إلى طاولة المفاوضات. حسنا، لقد التقينا في فيينا مرتين. و التقينا هنا في نيويورك و تبنينا مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. و التقينا مرة أخرى في ميونيخ. و في كل مكان و مجموعة دعم سوريا الدولية و هنا في مجلس الأمن، تبنى مجلس الأمن وقف اطلاق نار يشمل جميع الأطراف. هذا ليس شرطا مسبقا. هذا هو اتفاق دولي و تم التوصل إليه لأربع مرات. و لأربعة مرات، قالت الدول “نحن سوف نفعل ذلك”، و لأربع مرات تم تمزيق الاتفاق من قبل الجهات الفاعلة المستقلة من خلال المفسدين الذين لا يريدون وقف اطلاق التار.
لذلك، هذا ليس شرطا مسبقا. كيف يمكن للناس أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات مع النظام الذي يقصف المستشفيات و يلقي بغاز الكلورين مرارا و تكرارا و مرارا و تكرارا و مرارا و تكرارا، و يتصرف و كأنه سيفلت من العقاب؟ هل من المفترض أن تجلس هناك و تتكلم كلاما معسولا في جنيف في ظل هذه الظروف عندما تكون قد وقعت على اتفاق لإطلاق النار و انت لا تلتزم به؟ أي نوع من المصداقية تمتللك مع أي من شعبك؟
إنه ليس شرطا مسبقا. إنه شيء اتفقنا جميعا عليه في الأمم المتحدة و في المجموعة الدولية لدعم سوريا. و يجب أن أقول أن الوثائق التي نحن مستعدين لنشرها – نحن أخبرنا الناس و نحن أعلنّا يوم أمس في المجموعة الدولية لدعم سوريا أن الناس في مجموعة الدعم لديهم وثائق – و لكنك لا تحتاج إلى قراءة هذه الوثائق لفهم أنه ضد القانون الدولي أن تقوم بقصف المستشفيات. لا تحتاج هذه الوثائق لفهم أنه يجب أن لا ترمي البراميل المتفجرة على الأطفال. هذه هي انتهاكات صارخة للقانون الدولي.
لذلك أنا لا أريد أن أشوش على هذه العملية أيها الناس. أنا لم آت إلى هنا هذا الصباح للقيام بذلك. من المفترض أننا نريد جميعا نفس الهدف. لقد سمعت ذلك مرارا و تكرارا. روسيا و إيران و الولايات المتحدة و قطر و تركيا و السعودية و الجميع يجلس هناك و يقول نحن نريد سوريا موحدة – علمانية، و احترام حقوق جميع الناس حيث يستطيع شعب سوريا أن يختار قيادته. و لكننا نثبت و بشكل يرثى له أننا قاصرين في قدرتنا على أن نكون قادرين للوصول إلى طاولة المفاوضات و القيام بذاك الحوار و تحقيقه.
و دعونا نواجه الأمر: يدرك الجميع في هذه القاعة أن هناك وكلاء يجلسون إلى هذه الطاولة ووكلاء خارج هذه القاعة – و نحن نعرف من هم – و الذين لديهم القدرة على التأثير على اللاعبين في هذا الصراع الذي قدم أعظم كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
لذا دعونا فقط نراجع المزايدة قليلا. كان لي شرف الخدمة في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة مع زميل أمضى الكثير من الوقت هنا و كان سفيرا لدى الأمم المتحدة، دانيال باتريك موينيهان. و كان مشهورا بتذكيره لنا أن لكل إنسان حق التمتع برأيه الخاص، و لكن لا يحق لك حقائقك الخاصة بك. و كما قال الرئيس جون آدامز في أحد المرات أن الحقائق هي أشياء عنيدة.
لذلك أنا لا أعتقد أننا يمكن أن نسمح لأحد هنا، إذا كنا سنقوم بالتعامل مع هذا الوضع، أن يمتلكوا حقائقهم الخاصة بخصوص سوريا. الجميع يدرك هنا عمق المأساة الإنسانية. الجميع – أعني، الكلمات التي تسمعونها – هل تتساءلون لماذا الناس في مختلف أنحاء العالم غاضبون جدا من أنظمة الحكم. ذلك لأن كل ما يسمعونه هو كلمات و نحن نعلم كم مرة قمنا بالمطالبة بالفعل و لم يحدث ذلك.
لهذا أريد ان أشاطركم ببعض الحقائق في هذا الصباح – الحقائق. في الليلة الماضية، كان لدينا تقارير عن الغارات الجوية التي ضربت منشأة طبية قرب حلب و أسفرت عن مقتل ثلاثة من عمال الاغاثة – على الرغم من أنه من المفترض ان يكون هناك وقف لاطلاق النار. يوجد هناك بلدان فقط لديهما طائرات تحلق ليلا أو تحلق في السماء على الإطلاق في تلك المنطقة بالذات – روسيا و سوريا.
في يوم الاثنين – عندما قال سيرجي للتو، حسنا دعنا نتفحص الحقائق لمعرفة ما حدث – في يوم الاثنين، قتل 20 من عمال الاغاثة في هجوم شائن استمر لمدة ساعتين و موجه لضرب بعثة إنسانية و مرخص لها بشكل كامل. أعطيت كل التصاريح و كان الجميع ينتظرون الاشعار.
و قد وجه هذا الهجوم الآن الضربة القاضية لجهودنا الرامية إلى احلال السلام في سوريا و يثير الشك العميق فيما إذا روسيا و نظام الأسد يمكن أن أو سوف يرقى إلى مستوى الالتزامات التي وافقا عليها في جنيف. كما ان هذا أيضا يثير تساؤلات – ليس هذا الهجوم، و لكن أحداث أخرى تثير تساؤلات حول بعض المعارضة. تلك هي الحقائق.
و الحقيقة البسيطة هي أننا لا نستطيع حل هذه الأزمة إذا كانت الأطراف الرئيسية التي تأتي إلى طاولة المفاوضات و توافق على القيام بشيء غير مستعدة للقيام بما هو ضروري لتجنب التصعيد. و لكن لا نصل إلى أي مكان من خلال تجاهل الحقائق و إنكار الحس السليم. نعم، قام التحالف بضرب أشخاص في يوم السبت. لقد فعلنا ذلك و كان حادثا مروعا. و في غضون لحظات من وقوعه، قمنا بالاعتراف به. لم نقدم حفنة من الحقائق المشوشة. قلنا نعم، و هو شيء فظيع أن يحدث ما حدث. اعتذرت وزارة الدفاع و حاولنا معرفة ما حدث. و لكن يجب ان أقول لكم أن الناس تركض مع بنادقها على الأرض و لكن من الجو، إن الأمر مختلف جدا بالنسبة لشاحنات في قافلة مع علامات الأمم المتحدة الكبيرة عليها جميعا.
و الآن أنا أقول ذلك و أريد أن أفرد هذه الحقائق لأن ذلك يؤكد لماذا في هذه اللحظة لا يمكننا القيام بالعمل كالمعتاد. لا يمكننا الخروج من هذه القاعة و القول حسنا إننا سوف نحاول الاستمرار أو سيكون لدينا وقف لاطلاق النار يعرف الجميع أن لا فائدة منه. تتطلب الحقائق من الدول أن تعيد المصداقية لهذه العملية. هذا ما هو ملح.
و قم بمجرد التفكير في ما حدث في اليومين الماضيين. أولا، ادعى السكرتير الصحفي للرئيس بوتين ديمتري بيسكوف أن الهجوم على قافلة الاغاثة الانسانية كان بطريقة أو بأخرى ردا ضروريا على هجوم مزعوم من قبل جبهة النصرة في مكان آخر في البلد. هذا هو الادعاء الأول.
و من ثم قال السفير الروسي أن القوات الروسية و السورية لم تكن تقصف المنطقة بل كانوا يستهدفون خان طومان.
و ثم سمعنا قصة مختلفة تماما. و قالت وزارة الدفاع أن قافلة المساعدات كانت برفقة مسلحين متطرفين في شاحنة صغيرة مع مدفع هاون. لم نرى أي دليل على ذلك و لكن هذا، على أي حال، لا يبرر خرق وقف الاعمال العدائية. و بالمناسبة، إن قذائف الهاون لا يمكن أبدا ان تلحق الضرر الذي تعرضت له تلك الشاحنات.
ثم غيرت وزارة الدفاع موقفها تماما و نفت تورط روسيا و قالت وفقا للمتحدث الرسمي ايغور كوناشنكوف و أنا أقتبس عن كلامه “لم تقم روسيا أو سوريا بغارات جوية على قافلة المساعدات الانسانية في المناطق الجنوبية الغربية المحيطة بمدينة حلب”. هذا كان اقتباسا.
ثم ذهب كوناشنكوف إلى أبعد من ذلك و قال أن الأضرار التي لحقت بالقافلة كانت نتيجة مباشرة لنشوب حريق في البضائع. لقد اندلعت النيران في الشاحنات و الغذاء و الدواء فقط بشكل تلقائي. أي شخص هل يصدق أحد هنا ذلك؟ أنا أعني ذلك. هذه ليست مزحة. نحن نتعامل مع أمور جدية هنا. إذا كان يمكننا أن نقف و نقول نعم لقد قمنا بضربة جوية عن طريق الخطأ، يجب أن يكون لدينا بعض المسؤولية – ربما هي محاولة لتشتيت الانتباه أولصرف النظر بطريقة أو باخرى، و لكن أعتقد أن ما يؤكده هذا هو أننا لدينا مسؤولية هنا للعثور على طريق للمضي قدما.
و احزروا ماذا؟ كل شيء قلته للتو يتناقض مع المعلومات العامة و من خلال النتائج التي تم التوصل إليها من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر و الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر و الهلال الأحمر و الهلال العربي السوري و الصحفيين المستقلين و عمال الاغاثة على الأرض وشهود عيان.
سيخبركم شهود العيان عما حدث. و قال أحدهم أن كان يقف على الأرض و فجأة أصبح المكان كالجحيم و كانت طائرات مقاتلة تجوب السماء. هذا هو تقرير شاهد العيان – تحول المكان إلى جحيم و الطائرات المقاتلة كانت في السماء. هنا أكثر من ذلك. أنا لا أريد الخوض في كل شيْ لأنني أريد المفتاح هنا و هو أن يكون هناك قبول بالمسؤولية لتغيير هذه المعادلة من قبل الجميع هنا.
لم يعد السؤال الأساسي هو ماذا نعرف؟ وإنما هو: ماذا نحن فاعلون جميعا حيال ذلك؟ وبعبارة أخرى، هذه هي لحظة الحقيقة. إنها لحظة الحقيقة بالنسبة للرئيس بوتين وروسيا. انها لحظة الحقيقة أيضا بالنسبة للمعارضة. وإنها لحظة الحقيقة للجهات التي تدعم المعارضة. منذ وقت طويل جدا، عوّلت بعض عناصر المعارضة على تحالف شيطاني مع “جبهة النصرة”، والنصرة ماهي إلاّ “تنظيم القاعدة” – فرع تنظيم القاعدة في سوريا – ونحن لا يمكن أن نتغاضى عن المجموعات التي تقاتل على الأرض جنبا إلى جنب مع “جبهة النصرة” وهي منظمة ترفض علنا أي حل سياسي لهذه الأزمة، وهي تعتبر عدواً لكل واحد منا في هذه القاعة. ولهذا، فإنها لحظة الحقيقة بالنسبة للمجتمع الدولي أيضا. واضح؟
إذا سمحنا للمخربين باختيار طريقنا الذي نسلكه – طريق التصعيد – وإذا قررنا عدم القيام بما يلزم لإنجاز هذا العمل، أيقاف الأعمال العدائية، فلا يكن لديكم أدنى شك يا أصدقائي أنه عندما نجتمع هنا في المرة القادمة، سيواجهنا شرق أوسط بمزيد من اللاجئين والقتلى والمشردين والمتطرفين، وحجم معاناة أوسع نطاقا. هذا شيء مؤكد.
يوجد لدينا خيار واحد فقط، وهو الجلوس إلى الطاولة مع السيد ستيفان دي مستورا – Staffan de Mistura للتفاوض والتوصل إلى وقف لإطلاق النار لكي نستطيع إيقاف تدفق اللاجئين، ووضع حد للمعاناة، وإتاحة الفرصة للشعب السوري للتنفس والعيش.
عندما بدأ سريان هذه الهدنة لأول مرة قبل بضعة أسابيع، خمّنوا ماذا جرى . لقد نجحت الهدنة. تمكن الناس فعلا من الخروج إلى الشوارع، وارتادوا المقاهي من جديد – وتمكن البعض حتى من التظاهر واستشعروا حقوقهم السياسية. وتمكن البعض الآخر من الإنتقال والمشي من مكان إلى آخر في ظل إحساسهم بالأمان. كل هذا تبدد.
ولذلك أريد أن أؤكد هذا، وأنا أؤكد هذا إلى روسيا: مازالت الولايات المتحدة تؤمن بوجود مخرج وطريق إلى المستقبل، وبالرغم وعورته وصعوبته وغموضه، إلاّ إنه بالإمكان أن يكون أفضل السُّبل للخروج من ساحات المذابح. فالمهمة المشتركة التي تقع على عاتقنا هنا هي الوصول إلى طريقة نستعين فيها بالأدوات الدبلوماسية لتحقيق ذلك، وهذا هو بالضبط ما كنا نسعى لتحقيقه.
على مدار أسابيع من فصل الصيف، بذل خبراء من حكومتي مع نظرائنا من روسيا جهودا طيبة في تطوير خطة تأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من إيقاف النار الأصلي، وأنطلقت بعد ذلك البنود الرئيسية من تلك الخطة من جنيف قبل أسبوعين وتضمنت تجديد وقف الأعمال العدائية، باستثناء تلك الموجهة ضد داعش والنصرة.
والمهم في الأمر، أن الخطة اشتملت على الترتيبات اللازمة لضمان وصول وتسليم – ضمان وصول وتسليم – المساعدات الإنسانية للشعب في حلب والأماكن الأخرى في البلاد. كما تضمنت الخطة تصورا لإمكانية – تقديم مساعدات إنسانية دون أي عائق وبشكل مستمر، واشترطت الخطة مرور سبعة أيام متوالية على الأقل من الإلتزام بوقف إطلاق النار- حتى يتسنى للولايات المتحدة وروسيا تنسيق جهودهما ضد داعش والنصرة. وأريد أن أكون واضحا بهذا الصدد، بناءً على أوامر الرئيس أوباما، تم القيام بكافة الاستعدادات لإنجاز هذا التعاون، فيما يتعلق بدوائرنا العسكرية والإستخباراتية وكذا العمل الذي سنبذله. ولهذا فنحن ملتزمون بذلك.
كما تضمنت الخطة أيضا جزءً في غاية الأهمية بأنه عند الشروع في جهود التعاون المشترك، سيُحظر على الطائرات الحربية السورية التحليق فوق المناطق التي تتواجد فيها قوات المعارضة المشروعة وجبهة النصرة، لكي تُتاح لنا الفرصة للعمل على عملية فصلهما. الآن، لقد قلت لروسيا مرات عديدة انه من الصعب جدا فصل الناس عندما يكونوا تحت القصف العشوائي، وعندما يكون للأسد الحق في تحديد من يقصفه، كونه يستطيع ذلك، اقتبس “يذهب لملاحقة النصرة” وفي نفس الوقت يذهب لملاحقة المعارضة لأنه يريد ذلك أيضا. أنت بهذا تتسبب في إرباك للموقف يستحيل من خلاله القيام بعملية الفصل، وبالتالي يستحيل المحافظة على وقف إطلاق النار.
لهذا يجب علينا يا أصدقائي الوصول إلى إتفاق بشأن حظر الطيران. وهذا من شأنه الحيلولة دون قيام سوريا بما عمدت على القيام به في كثير من الأحيان في الماضي؛ ألا وهو القيام بمهاجمة أهداف مدنية بحجة ملاحقة جبهة النصرة. كان هدفنا من هذه المفاوضات هو وضع حد لهذا النوع من الهجمات المروعة والعشوائية، التي كانت سببا رئيسيا في زرع الخوف ونشر المعاناة والتشريد. ووفقا لخطتنا، كل هذا يمكن تناوله والتطرق إليه بشكل عاجل من خلال مفاوضات جادة بين الطرفين تؤدي إلى فترة إنتقالية سياسية وإنهاء للصراع
لذلك، يا زملائي، أريدكم أن تعرفوا بأن الولايات المتحدة ما زالت مقتنعة بأن الأهداف المحددة في اتفاق جنيف هي الأهداف الصحيحة، والأدوات – الكثير منها هي الأدوات الصحيحة ولكن ربما تكون غير مكتملة. كانت آمالنا معقودة على تجديد وقف الأعمال العدائية واستئناف توزيع المساعدات وعزل النصرة وداعش، والبدء في عملية مفاوضات بقيادة السوريين قد تقود إلى سبيل للخروج من الصراع، واتاحة الفرصة لإستعادة السلام في سورية.
الآن، من الواضح أن بعض الأشخاص – بما فيهم الأسد وحلفاؤه، والنصرة وداعش من الجهة الأخرى – يخشون من الوصول إلى هذه النتيجة بعينها. الأسد هو المخرّب – فهو لا يؤمن بوقف إطلاق النار؛ والنصرة وداعش هم المخرّبين – فهم لا يريدون وقف إطلاق النار، فهم يريدون مواصلة القتال ضد الأسد. ولهذا فالسؤال المطروح أمامنا هنا اليوم هو إمّا الخضوع لإرادتهم أو مواصلة العمل وفقا لأجندتنا – بكل ما في وسعنا، وبكل وسيلة ندخرها – للوصول إلى حل دبلوماسي لهذا النزاع.
الآن، أولئك الذين يعتقدون أن الأزمة في سورية لا يمكن أن تصبح أسوأ مما هي عليه الآن مخطئون جدا، مثلهم مثل أولئك الذين يعتقدون أن الإنتصار العسكري ممكنا. فهذا يمكن أن يكون مثله مثل ما وقع في قرطاج أيام الرومان، إذا كنتم تسمون ذلك نصرا. الخطة التي أعلنا عنها في جنيف هي أبعد ما تكون عن الكمال، ولكني لم أرى بديلا واقعيا إلى حد بعيد، من شأنه أن يقود إلى نتائج أفضل. وسيكون الأمر مثاليا إذا تمكنا من تثبيت مراقبة على الأرض. ويا حبذا لو تكون هناك مراقبة على الأرض، ولكنك معظم البلدان التي تتحدث معها وتقول لها: “هل ستقومون بعملية المراقبة؟” وتجد الإجابة في غاية السرعة، “لا يمكن أبدا أن يحدث هذا وأنا على قيد الحياة.”
الآن و كما سوف يشهد زملائي من المجموعة الدولية لدعم سورية، كان لنا اجتماع يوم أمس و كان هناك شبه إجماع في تلك القاعة بان تلك العملية، وقف إطلاق النار، و بوضعها المضطرب حاليا، تعطينا أفضل فرصة متاحة لإغتثة الشعب السوري. الآن و هنا يكمن لب الموضوع: لقد قلنا لأيام أنه يجب إتخاذ خطوات كبيرة و فورية الآن لمحاولة إعادة الأمور إلى مسارها. كيف يمكننا إعادة الأمور إلى مسارها؟ كيف يمكننا استعادة مفهوم وقف إطلاق النار؟ كيف نعطي الناس الذين شاهدوا مرارا و تكرارا هذا التداعي بعض الشعور بالمصداقية؟ صدقوني، هناك الكثير من الناس الذين يعتقدون بانه لا يمكن أن يحدث، و هناك بعض الناس الذين يعتقدون بأن الأطراف الرئيسية لا تريد حصول ذلك.
لذلك أنا أعتقد أنه من أجل إعادة المصداقية إلى العملية، يجب علينا المضي قدما في محاولة إبقاء الطائرات المقاتلة على الأرض فورا و منع التحليق في تلك المناطق الرئيسية من أجل تهدئة الوضع و إعطاء فرصة للمساعدات الإنسانية للتدفق من دون عوائق. و إذا حدث ذلك، ستكون هناك فرصة لإعادة المصداقية إلى هذه العملية.
في جنيف, أبلغت روسيا أن الأسد كان مستعدا لوقف كل الأعمال العدائية و قبول فكرة عدم الطيران فوق المناطق المتفق عليها. و لكن بسبب ما حدث في الأيام القليلة الماضية يا أصدقائي ليس لدينا خيار سوى ان نفعل ذلك عاجلا و ليس آجلا، و الانتقال فورا لإعادة الثقة و إظهار الاستعداد لتطبيق وقف إطلاق نار حقيقي الآن. إن مستقبل سوريا معلق بخيط رفيع و أحث هذا المجلس على أن لا يستسلم ، و لكن بدلا من ذلك دعم الخطوات المحددة من قبل الولايات المتحدة و روسيا في جنيف. و أنا أدعو كل طرف في سوريا و أولئك الذين يدعمونهم و أدعو كل أعضاء المعارضة للتعاون و إحياء هذه الخطة. و أدعو كل بلد لوقف تقديم الدعم من أي نوع لأي طرف يحاول تخريب هذه الخطة. أنا أدعو المجتمع الدولي إلى دعم جهود الأمم المتحدة للبدء بالتفاوض الحقيقي في جنيف بشأن الانتقال السياسي الذي يمكن أن يوفر الطريق الوحيد الدائم للسلام. و إنني أحث المجتمع الدولي بأسره لأن يقف وراء أفضل فرصة لدينا حتى الآن للحد من العنف و لتقديم المساعداة الإنسانية و فتح المجال للمفاوضات. و أنا أشكركم على صبركم.