اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 ماي 2015

تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن “لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية”.

 إن وجود بيئة إعلامية صحية جزء لا يتجزأ من الديمقراطية الفاعلة. إعلان ويندهوك لعام 1991 ـــ الذي يدعو إلى وسائل إعلام حرة ومستقلة وتعددية في جميع أنحاء العالم ـــ أقر بأن حرية الصحافة أمر أساسي للديمقراطية وحقوق الإنسان الأساسية.

 يلعب الإعلاميون الملتزمون بأعلى المعايير المهنية دور الرقيب في المجتمع المدني. يتمثل  دور هؤلاء الإعلاميين في طرح الأسئلة الصعبة، تسليط الضوء على الفساد، تبادل المعلومات، وأن يكونو صوتَ من لا صوتَ لهم. يجب أن يكون الصحفيون قادرين على التعبير عن أنفسهم، ومناقشة أفكار بديلة، وتحدي الفرضيات دون خوف. ويكمن دور جميع الحكومات في حماية أولئك الذين يمارسون هذا الحق الأساسي ومعاقبة أولئك الذين يهددون الصحفيين ويستخدمون العنف ضدهم.

 لن نشدد أبدا بما فيه الكفاية على أهمية وجود صحافة حرة ومسؤولة. تقوم الصحافة، جنبا إلى جنب مع مواطنين نشطين، بتعزيز التنمية وحماية الحكم الراشد والشفافية. كما كتب توماس جيفرسون ـــ الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية ومؤلف إعلان استقلال الولايات المتحدة ـــ في 1816: “إن الموظفين في أية حكومة لديهم ميول للتحكم في حرية وممتلكات ناخبيهم. لا يوجد إيداع آمن لهِلاء بخلاف الناس أنفسهم، ولن يكونو آمنين من دون معلومات. عندما تكون الصحافة حرة، ويكون كل شخص قادرا على القراءة، سيكون كل شيء آمن”.

 للأسف لاتزال حياة العديد من الإعلاميين معرضة للخطر وبشكل منتظم خلال جهودهم الرامية إلى تقديم أخبار وتحاليل دقيقة. فقد أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” أنه خلال عام 2014 قضى 66 صحفيا، واختطف 119، وسجن 178، واعتقل 853 بسبب تقاريرهم الصحفية. العديد من الصحفيين الجزائريين، وخاصة في العشرية السوداء، كانوا من بين أولئك الذين دفعوا أغلى ثمن في سبيل ممارسة مهنتهم. نحن نُحي ذكراهم اليوم.

 في اليوم العالمي لحرية الصحافة، في الجزائر وفي جميع أنحاء العالم، نحيي المبادئ الأساسية لحرية الصحافة وأسمى معايير النزاهة الصحفية ونشيد بالتضحيات المبذولة في سبيل البحث عن الحقيقة وحرية التعبير.